بسم الله الرحمن الرحيم
صاحب القلب الحزين
سألته يا قلب ؟؟
لماذا أنت حزين ؟؟!!!
فأجابني ذلك القلب المسكين ..
الحزن يسكنُ فينا من سنين ..
والضعف والانكسار في ذاك
الصميم..
فقال :
هل ؟؟
تذكر ذاك الجرح القديم ؟؟
فأجبته والقلب جريح
نعم يا قلب
ولكن !!
هل لازلت تذكره ؟؟!!
هل ؟؟
مازلت ترثي حاله
وتبعثر التراب في الطريق
لكي ترى غباره ..
فقال:
نعم
إن تذكرتهُ بكيت
وإن نسيتهُ عانيت ..
فقلتُ
لماذا الصمت
يا قلب
مما تخاف؟؟
فقال :
أخاف من كل شي
لذلك أصمت وأجعل الصمت هو سلاحي
الذي أخشى من الأيام أن تفجره
..
فقال :
هل؟؟
تذكر الخواطر
التي نسجتها يديك ِ ؟؟
فقلتُ :نعم وكيف أن أنسى خواطر
كتبتها من سنين
متجاهل أسبابها !!
ولماذا كتبتها ؟؟؟
وما هو سرها ؟؟
وما صحة معناها؟؟
متجاهل قوة كلماتها
وما هو السر المدفون بين طياتها
؟؟
متجاهل أشياء كثيره
تضمها وتعانقها بشده
وتقبض عليها لتخفي دموعها ..
فقال:
هل ترى أن الحبر من شدة التعب
قد اغرق الحروف بين جوانحه
ولم يعد يقوى أن يخط شي ..
آه كم أنت مسكين أيها القلب
الحزين
لقد أحزنني حالك ..
وأحزنتني حروفك وتشتت فكري
بصمتك ..
لقد جعلتني أفكر فيك كثيراً
لأبحث عن سبب ما جعلك تصل
إلى ما وصلت إليه الآن ..
فقال :
لا تبحث فلن يجدي البحث
ولن تنفع الشكوى
لأنك لن تجد سوى قلب
يدق كدقات البشر
ولكن بكائه يختلف عنهم
وآهاته و توجعاته وزفراته
لا يسمعها أحداً سواه ..
فهو على هذا الحال منذ سنين
ولكنه..!!
يعيش أيامه ويبتسم ..
فقلتُ له :
عجيب أمرك وغريب طبعك !!
فقال :
نعم أنا في هذه الدنيا غريب
فقلتُ له :
نام أيها القلب وأحلم بأنك طفل
صغير
فقال :
لا أستطيع إكمال الحوار
لأن جرحي أصبح عميق
وودعني ذلك القلب الحزين
وقال :
أنا صورة برواز
ترى بداخلها توقيع
كـــُـتب فيه ..
صاحبُ القلب الحزين