قصة بعنوان ورحل أبي

زائر

بسم الله الرحمن الرحيم

ورحل أبي

هذه القصة القصيرة مستوحاة من قصة حقيقية
*******************
قصتنا تدور حول شابا كان يحب والده بشده وكان متعلق به لدرجة كبيره إلا أن أباه كان يخاف عليه حتي من الهواء البارد أو الشمس الساخنة وكان هذا الابن اصغر اخوته فكان يتعامل برفق وحنان ومعاملة حسنة دون اخوته . كان يعيش حياة هنيئه وسعيده . كان يمرح ويفرح ويلهو ويلعب وكان والدة يخاف عليه الخروج بعيدا عن نطاق المنزل حتي أن هذا الابن كاد لا يعرف أحد ويخاف من نفسه قبل الآخرين . ولا يتجرأ أن يذهب بعيدا أو يسافر علي سبيل المثال إلى بلدة ما . ليسعي علي الرزق أو لمجرد الفسحة والنزهة , ولكن آبى أن يرتجل هنا او هناك واصبح مقصورا علي المعيشة في المنزل مع والدة ووالدته والثلاث ذكور اخوته الذين يسبقوه عمرا . فكانت هذه الأسرة ومازالت تستقر بحالة الطمأنينة والترابطية بينهم جميعا . فكان الابن دائما ما يحلم انه يسافر هنا وهناك . ولكن كان الأب يرفض . حتي انه كان يرفض ان يخرجه في الشمس الساخنة ليأتية بالدواء عندما كان يشتد عليه المرض . ولكن قضيت الأيام ومرت السنوات وهذه الأسرة تعيش في سلام يعيشون بحب هذا الأب يعيشون تحت رعايته يعيشون وهم مطمئنون علي سلامتهم جميعا معه . وكبر الابن وحان وقت الالتحاق بالعسكرية فارتعش الابن خائفا واضطرب الأب واشتد قلقا . خاف عليه أن يلتحق بالعسكرية ولكن هذا الخوف كان لمجرد أن الابن لا يذهب هنا أو هناك لا يسافر ولا يتجول في أي مكان حتي ولو لقضاء رحلة صيفية . وان تكون عسكريتة هي أول سفره وتجوله لابد وانها تكون رحلة صعبة وشاقة ومؤلمة ومقلقة ومخيفة . ولكن ذهب والتحق بالعسكرية , ومضي شهرين ولم يسمع له خبرا مما أدي لقلق الأب وخوف الأم واضطراب اخوته , ولكن في إحدى الليالي وعند دقات عقارب الساعة تشير الي الثالثة بعد منتصف الليل . دق أيضا مع هذه الدقات جرس الباب مما جعل من بالمنزل يفزعون ويضطربون بشدة , ولكن الأب والأم وفي صوت واحد هذا ابننا وعند فتح الباب يطيرون فرحا وسرورا لرؤية ابنهم المدلل الصغير وزاد الفرح في أعينهم والبسمة علي جبهتم . حينما رأوا ابنهم بالزي العسكري شعروا بأنه كبر وتعلم واصبح رجلا يستحق الاحترام والتقدير واخذ الابن يقص علي والدية واخوته ما تعلمه وتدرب عليه في العسكرية ولكن الاجازه لم تكن ببعيدة كانت يوما واحدا ولابد أن يعود مرة أخرى الي ما جاء منه وعاد واصبح يـأتي لقضاء إجازته بين الحين والآخر وكان والده أول من يتلقاه علي كتفه ويحضنه وينغمر في البكاء فرحا بابنه أنه عاد إليه سالما وكان الأب ينتظر ويعد الأيام والشهور علي إصبعية حتي يري ابنه قد فرغ من عسكريته وقضيت أيامه. ولكن في إحدى إجازات الابن طلب من أبيه أن يقوم بتسجيل صوته عبر الكاسيت حتي يأخذ الابن هذا التسجيل معه ليسمع صوت والده في كل يوم وفي كل مكان وفي كل آوان . مع انه كان دائما ما يتصل به عبر التليفون وكان والده أول من يرد عليه كان يرد صباحا وعصرا ومساءا مما جعل هذا الأب لا يستريح ولا يهدأ أو ينام إلا بعد سماع صوت ابنه , مرت الأيام وعلاقة الأب تكبر يوما بعد يوم بابنة المدلل . ولكن وذات مره , جاء آخر يوم في انقضاء الأجازه وبعد أن ودع كل الأهل والأسرة وودع أباه , وعندما هم لركوب دابتة التي تغادر به . سمع صوت أبيه ينادية من جديد ليحضنه ويملي عينيه منه مما آثار انتباه كل المودعين أثار قلق الابن في تلك اللحظة . وغادر الابن ومضت ساعة السفر ووصل إلى منطقته العسكرية ولم يسترح ساعة واحده إلا واستدعاه قائده طالبا منه ارتداء ملابسه من جديد واعطاه تسريح إجازة جديده بالتأكيد إنها مفاجأة لما هذه الإجازة , ولم يقل القائد له شيئا وغادر الابن منطقته العسكرية وهو لا يعلم ماذا تخبي له الأقدار . ركب الناقلة التي تنقله إلى بلدته ولكن من كثرة المشقة ومن إطالة الطريق وبُعد المسافة . أُرهق الابن وتعب . مما جعله تأخذة سنةً من النوم ليري أن والده قد توفي فقام فزعا قائلا اللهم لا تجعل ما رأيتة في منامي رؤية وانما اجعله حلمً من الشيطان وهرولت به الناقلة حتي وصل الي بلدته ليري الفاجعة العظمي والطامة الكبرى يري وفاة والده حقيقة كما رأها في منامه وهنا بالفعل كانت الصدمة كانت المآساه كان الحزن الشديد كان الألم الكبير , وأخذ الابن يتجول في أركان المنزل وخاصة في غرفة والده يلتمس ما بقي منه بعد وفاته . يشم رائحة جلبابه ينظر الي صوره هذا ما بقي منه . عاش الابن حزنا جسيما لفقدان أبيه وحقا هذا الرجل لم يكن عزيزا علي ابنه واسرته فقط , بل وكان عزيزا علي كل أهالي البلدة . الكل افتقده الجميع عاشوا مأساة حقيقية لأن هذا الرجل كان هو نبض القلب كانت له قيمته وهيبته ووقاره لأنه كان محبوبا بين الجميع فإن كانت البلدة هي الجسد فهذا الأب هو الروح وان كانت البلدة هي القلب فكان هو نبض هذا القلب . حزن الابن كثيرا وتألم كثيرا وراح يدمع ويدمع ولكن هل تعيد كثرة هذه الدموع أباه . بالطبع لا . رضي الابن بقضاء الله لأنه يعلم جيدا أن كل إنسان سيأتي يومه ويرحل عن الدنيا وكل نفس ذائقة الموت وهو كأس والكل شاربه . وقال الابن قد رحلت يا أبى وتركتني أتألم تركتني لقضاء أيامي القادمة بتعاسة وحزنا وغم وهم . قد رحلت يا أبى حقا . ولكن نحن لا نرحل عنك وستبقي روحك معنا دائما فأنك قد رحلت جسدا ولكن روحك باقية حتي نأتيك في غربتك

ورحل أبي

مشرف عدد المساهمات : 347 تاريخ التسجيل : 23/11/2009

اخى العزيز
لا استطيع ان اوصف مشاعرى اتجاه قصت ورحل أبى
ولكن دق قلبى ودمعت عينى
اخى لقت لمست كل مابداخلى
وعبرت عن الرحيل بكل الالم
وليس الرحيل بالموت مادامت
ذكرى الحب والعطاء
تطرق بباب القلب دائما
هنيئا لهذا الابن
ورحم الله الاب وادخله فسيح جناته
امين

samar

زائر

شكرا اختي العزيزه
واتمني ان تكون قصة ورحل ابي
قد بالفعل أعجبتك

» قصيده بعنوان (قــــــــــــــالت لــــــــــــه)
» دوه مرئيه بعنوان أسعد بيت في العالم لفضيلة الشيخ محمود المصري
» حصريا :: حلقة جميلة جدا ومفيدة من قناة الناس بعنوان فضل العشر الاوائل من ذى الحجة لفضيلة الشيخ محمد حسان